إكس بوكسالحاسب الشخصيبلايستيشنمراجعات

مراجعة وتقييم : A Plague Tale: Requiem

https://www.youtube.com/watch?v=k9XV2x2Qv-w

مقدمة ومعلومات عامة

A Plague Tale innocence كانت احد اروع مفاجئات 2019 وقدمت معها تجربة مميّزة للغاية حتى على الرغم من تأثرها بضعف الميزانية واستطاعت الحصول على قاعدة جماهيرية كبيرة، والآن يعود Asobo Studio مجددًا بالجزء الثاني تحت اسم “A Plague Tale Requiem”  في رحلة جديدة تملؤها الصراعات النفسية والدرامية وتضع ابطالنا في مواجهة أحلك اللحظات وسط مغامرة مُثيرة و محفوفة بالمخاطر، ياترى.. كيف سيكون مصيرهم وإلى أين ستأخذهم تلك الرحلة؟ اللعبة مُترجمة باللغة عربية قوائم وحوارات ويجب الإشادة بفريق الترجمة على مجهودهم واتقانهم للترجمة واختيار المفردات بشكل دقيق.

تم توفير نسخة مراجعة من الناشر.

تاريخ الإصدار

2022/10/18

مدة اللعبة

18-15 ساعة

نوع اللعبة

اكشن، مغامرات

المطور

Asobo Studio ونشر Focus Home Interactive

الاجهزة

PS5, XboxSeriesX/S, PC, Nintendo Switch

جهاز المراجعة

PS5

مغامرة جديدة

بعد 6 أشهر من نهاية أحداث الجزء الماضي، وبعد محاولاتهم اليائسة في الإستقرار ونسيان كل ما مضى والعيش بسلام.. يعود كل شيء الى نقطة البداية ويستيقظ ذلك الكابوس مجددًا الذي ظلّ يطاردهم حتى هذه اللحظة، يبدأ مرض هيوقو بالتفاقم مجددًا وتبدأ الأعراض بالظهور والانتشار بشكل أسرع من السابق، ومع اقتراب وصولها للمرحلة النهائية؛ تراود “هيوقو” رؤى وأحلام غريبة ومُستمرة عن جزيرة مجهولة، وفي تلك الجزيرة يرشده طائر العنقاء الى بحيرة قامت بعلاج “هيوقو” والقضاء بشكل كامل على الـ “ماكيولا”، ينطلق الأخوين في رحلة جديدة للعثور على تلك الجزيرة فـ تلك الأحلام خلقت في قلوبهم بصيصًا من الأمل فـ ربما تكون خيوط تقودهم الى بداية لنهاية معاناتهم حتى على الرغّم انها مجرّد “احلام”.

مستوى القصة من اكثر الأشياء المفاجئة في اللعبة، والتي مبدئيًا قد تبدو مشابهة نوعًا ما للجزء الماضي في فكرة النجاة والبحث عن علاج لمرض “هيوقو”، ولكن الحبكة التي تم تقديمها رائعة بأفكارها ومقدمة بعناية فائقة وبجودة اعلى من ناحية السرد القصصي وتقديمها لشخصياتها وأحداثها التي تبدأ في أخذ مجريات مُختلفة ومشوقة تدريجيًا بمفاجئات سوداوية ومليئة بالمشاعر، وهذه المرة ركّزت القصة بشكل جوهري على علاقة الأخوين “درون” التي اصبحت اكثر تعقيدُا في ظل صراعاتهم التي تمحورت بدايةً مع محاولة العثور على علاج لإنهاء معاناتهم والرغبة المُلحّة في النجاة ونيل ما يطمحون له وهو حياة هادئة مُستقرّة، الى صراعهم في محاولة التمسّك في ما تبقَّى من انسانيتهم تجاه وحشية العالم، ونتيجة الى ذلك؛ نرى أبعاد مُختلفة للشخصيات تشكَّلت من معاناتهم الماضية وخوضهم للحظات عصيبة وشديدة القسوة والتي لازالت مُستمرة وتأكلهم من الداخل وتثقل كاهلهم، الأمر الذي جعل من تلك البراءة التي كانت تسكن قلوبهم تغادر شيئًا فـ شيئًا.. وربما جعلني اتسائل في أغلب الأوقات.. هل مازال صائبًا النظر اليهم بأنهم مجرّد “اطفال” كما كانوا في السابق؟ فـ العالم وظروف البيئة المحيطة للشخصيات ارغمتهم على التخلّي عن طفولتهم واللجوء الى التصرّف بطرق أكثر وحشية.

وبالأخص “ايميسيا” فـ هي لم تعد تلك الطفلة البريئة التي تحاول الحفاظ على براءتها وكل ما تجيده هو الهرب كما في الجزء الماضي،  بل أصبحت ناضجة.. اعتمادية.. وتستطيع التصرّف، وبدأت تُدرك أن لا سبيل لنيل الراحة إلا بسفك الدماء ومواجهة وحشية العالم بوحشية، نراها في كثير من الأوقات تفقد سيطرتها على مشاعرها وتقتل كل من يعترض طريقها بكل وحشية واتخاذ طرق مروعة للنجاة وحماية اخيها، وهذا ما جعلها تخوض صراع ثقيل يقف أمامها طوال الوقت ويُرهق مشاعرها، فـ هي في مواجهة مع نفسها اولاً قبل أن تكون في مواجهة الأعداء نتيجة شعورها المُستمر بالذنب من أفعالها حتى على الرغم من أنها الطريقة الوحيدة. جوانب رائعة وربما أكثر ما تميّزت به القصة ويجعل منها تجربة مُثيرة، فـ هي ايضًا تعكس سوداوية وبشاعة العالم وتصوّر كيفية فقدان الأطفال لبراءتهم وتأثير البيئة المحيطة من حولهم على أفعالهم وتغير شخصياتهم، أحببت شخصية “ايميسيا” كثيرًا وشعرت اني متفهّم أوضاعها أكثر من السابق. 

وكالعادة؛ القصة متميّزة في تقديم علاقة “ايميسيا” مع “هيوقو” كما في السابق وتحرص دائمًا على توطيد تلك العلاقة مع اللاعب، فـ حتى خلال تجولك في العالم واستكشاف الأماكن الجانبية، دائمًا ستجد حوارات ومواقف اختيارية بمثابة “Collectable” بين الأخوين سواءً كانت درامية وعاطفية.. او طريفة وفكاهية، لحظات دافئة وجميلة حتى على الرغم من بساطتها. 

تغييرات بسيطة بنتائج مُرضية

ميكانيكيات أسلوب اللعب لا زالت اعتيادية وتتسّم بالبساطة في جوهرها ولم تشهد تغييرات جذرية عن سابقتها وربما تشعر في كثير من الأحيان ان كل ماتفعله يبدو مألوفًا للغاية خاصة في الساعات الأولى، واللاعبين الذي كان في اعتقادهم بأنهم مُقبلين على نقلة كبيرة في أسلوب اللعب قد يشعرون بقليل من الإحباط، فـ الألغاز لازالت بسيطة بأفكارها، والتخفي لازال قائم على الفكرة السطحية للجزء الماضي وهي تشتيت الأعداء بالصوت حتى يبتعدوا للتقدم، ويقابل تلك السطحية ذكاء اصطناعي ضعيف للأعداء مما يجعل من أغلب مراحل التخفي مملة لخلوها من التحدي، بدأت تدريجيًا اتجنّب التخفي واركز على الإشتباكات مع الأعداء لأنها اكثر متعة، التخفي ليس بالضرورة سيئًا لكن متعته محدودة ومتفاوتة.

ولكن هناك عدد مقبول من الإضافات والتغييرات المُرحَّب بها وعلي القول بأن الاستوديو قد نجح ولو بشكل بسيط في تحسين كل من الإشتباكات والتخفي مقارنةً في الجزء الماضي لجعل التجربة اكثر ارضاءً حتى على الرغم انها لازالت تبدو مشابهة تقريبًا،  فـ  تغيّر شخصية “ايميسيا” يؤثر ايضًا على أسلوبها في المواجهات والإشتباكات مع الاعداء التي اصبحت اكثر سلاسة نتيجة اكتسابها خبرة واسعة في استعمال المواد الكيميائية وحصولها على عتاد جديد، ومن ابرز الإضافات هو القوس والذي يمكنه قتل الأعداء بكل سهولة، نعم.. “ايميسيا” الآن لا تتردد ابدًا في قتل أعدائها، كذلك سيكون بإمكانك حمل سكين واحدة لزيادة امكانية التصرّف عند المواجهات القريبة.

وفيما يخص المواد الكيميائية؛ هناك 4 مواد يمكن لـ “ايميسيا” استعمالها لمساعدتها على تخطِّي العقبات وهزيمة الأعداء؛ مثل “المشعل” او “النار” والذي يساعدك على إشعال وإضاءة بعض الأسطح القابلة للإشتعال لتجاوز الفئران وإبعادهم، ويمكنك ايضًا إشعال الأعشاب عندما يكون الأعداء بجوارهم لإضرام النار في اجسادهم والإستمتاع بصراخهم. كذلك يوجد “القطران” الذي يعمل بمثابة زيت قابل للإشتعال ويمكنك رميه على الأعداء بواسطة الوعاء لسكب كميّة كبيرة من حولهم على الأرض ومن ثم إشعال نار على نطاق واسع لإضرام النار في اجسادهم، والقطران يعمل ايضًا لإشعال النار على نطاق واسع لإبعاد الفئزان من منطقة معيَّنة للتجول بأمان. ايضًا هناك “المطفئات” التي بإمكانها تشتيت الأعداء واعماء بصرهم لفترة، ويأتي دورها الأهم عندما يكون هناك أعداء يحملون شعلة بجانب الفئران، فـ باستعمال “المطفئات” يمكنك إخماد تلك الشغلة لجعل الفئران تهاجمهم. واخيرًا “المعطر” وهو عبارة عن رائحة تجعل الفئران ينجذبون لها لإبعادهم في الأماكن المُظلمة. الخلط بين تلك المواد لحل الألغاز وهزيمة الأعداء ممتع حتى مع بساطة الأمر، وما يساعد على استعمالها وخلطها هي سلاسة التبديل بين العتاد والمواد الكيميائية وإدارتها وتصنيعها بشكل افضل من السابق وبدون الحاجة للتوقف في كل مرة. 

و”ايميسيا” ليست الوحيدة التي امتلكت قدرات جديدة، بل حتى اخاها “هيوقو”، فـ مع اقتراب وصول الـ “ماكيولا” لمرحلتها النهائية اصبح يمتلك قدرات جديدة فيما يخص الفئران، مثل القدرة على التحكم بشكل كامل في الفئران والدخول في عقولهم لمهاجمة الأعداء، وايضًا القدرة على استشعار الأعداء خلف الجدران، قدرات تضيف الكثير لأسلوب اللعب.

وأحد أهم التحسينات هو انفتاحية المراحل، في الجزء الماضي تشعر في كثير من الأحيان أنك مقيّد في اتخّاذ طريق واحد بأسلوب معيّن على حسب الموقف وكأن اللعبة هي التي تُفرض عليك ما تفعله طوال الوقت، لكن الأمر يختلف في “Requiem”.. فـ ساحات القتال والمراحل ممتازة وأصبحت واسعة وأكثر انفتاحًا وساعدت على توسيع جانب التخفي لمنح اللاعب حرية أكبر في ااتخّاذ الطرق التي يفضّلها واستعمالها لهزيمة الأعداء والتقدم، بالإضافة الى تحسين الإشتباكات مع الأعداء وسهولة التعامل معها بسلاسة مع امكانيات اكبر، تغييرات قد تبدو بسيطة لكنها جعلت من التجربة افضل، ايضًا تلك الانفتاحية تضيف قابلية أكبر للاستكشاف والتجوّل بمحاولات مرضية لتجنّب الخطية في بعض الأحيان، فـ على سبيل المثال؛ أحد الفصول كانت تدور أحداثه في منطقة هادئة وواسعة ولا يوجد أي أعداء من حولك، وبأمكانك الاستكشاف والتجوّل بحرية ورؤية سكان المنطقة والتفاعل والحديث معهم مع بعض التعليقات والمواقف اللطيفة بين الأخوين خلال التجوّل، تلك الفصول و انفتاحية العالم تخدم القصة والتجربة ككُل بشكل أو بآخر وتضيف تنويع رائع لكسر الروتين وتعطي اللاعب شعورًا بأنه في عالم حي وحقيقي حتى وإن كانت في مناطق صغيرة و مقتصرة على بعض الفصول فقط، وبالطبع؛ الاستكشاف اختياري، اي ان بامكانك التوجه الى وجهتك مُباشرة.

قفزة قوية

مظهر اللعبة ومستوى الرسوم مبهر للغاية وبفارق كبير عن الجزء الماضي، نعم كانت جميلة سابقًا.. لكنها ازدادت جمالاً بشكل لا يُصدق مع تنوع مذهل في البيئات، كالغابات والمناطق الخضراء.. والمناطق الجبلية والصحراوية.. وحتى المدن والقرى في شوارعها الصاخبة والممتلئة بالسكان، كل بيئة نابضة بالحياة بألوانها وتسرّ ناظريها بتوجه فني في غاية الجمال، والأمر لا يقتصر فقط على بيئات الطبيعة بل حتى البيئات الدموية والكئيبة والتي تعكس وحشية العالم كانت فاتنة، ودائمًا ما يتفنن الأستوديو في تصوير سوداوية وبشاعة العالم بأسلوب فني بديع وساحر تضيف عمقًا للتجربة وتخدمها على أكمل وجه، وجدت نفسي في كثير من الأحيان أقف متأملاً بمشاعر مُختلطة مابين الرهبة والإنبهار من إبداعية ودقّة تصوير المناظر المأساوية والبشعة. كذلك عندما تتحدث عن المشاهد السينمائية؛ هي الأخرى تحسّنت بشكل ملحوظ على الرغم انها لازالت ليست مصقولة بشكل كافي فيما يتعلّق في حركة الفم.

لكن من المؤسف ان الجانب التقني للعبة يعاني من مشاكل عديدة والتي أثرت بشكل كبير على التجربة مثل ظهور الأشياء فجأة ومتأخرًا، او في بعض الأحيان اللعبة لا تستجيب لما افعله، واللعبة تعاني بشدّة من سوء الإطارات بهبوط حاد في اغلب الأحيان وربما تصل إلى أقل من 30 اطار! خاصة عند تواجد أسراب وعدد ضخم من الفئران، وعد الأستوديو بحل تلك المشاكل في التحديث الأول للعبة من يوم الإصدار.

الأصوات

المقطوعات الموسيقية رائعة للغاية ولا تقل مستوى عن السابق ولها وزنها وتضيف عمق كبير للأحداث وبإمكانها وصف المشاهد ببراعة وزيادة تأثيرها على مشاعر اللاعب، هادئة ودرامية في أغلب الأوقات ويرتفع إيقاعها في اللحظات الحماسية. أما بالنسبة للأداء الصوتي للشخصيات؛ “ايميسيا” و “هيوقو” قدموا اداء افضل من السابق بالإضافة لإتقان الشخصيات الأخرى.

القصة - 8
اسلوب اللعب - 7
التصوير - 8
الاصوات - 9

8

على الرغم أنها قد تكون مشابهة بشكل كبير لسابقتها في عدّة جوانب ولا تقدم تلك القفزة القوية التي يأمل اغلب اللاعبين في رؤيتها، إلا أنها استطاعت على الأقل تقديم كل ماكان موجود سابقًا بحلّة أفضل مع تحسينات جيّدة وبسيطة لجعل التجربة أكثر ارضاءً، بالإضافة للقصة التي لا زالت متميّزة وتقدم تجربة درامية رائعة ومؤثرة بلحظاتها وتفوَّقت على الجزء السابق في السرد القصصي، لكن تأثرت التجربة بشكل مؤسف بسبب سوء الإطارات والمشاكل التقنية.

تقييم المستخدمون: لم يتم التصويت بعد !

Reyo

محرر ومراجع في فريق الهب، مهتم بمجال الألعاب ومعرفه اخر اخبارها وتستهويني جميع الألعاب لا يهم ماهو تصنيفها الأهم ان تقدم لي "المتعه"، محب لسلسلة ياكوزا
زر الذهاب إلى الأعلى