إكس بوكسالحاسب الشخصيبلايستيشنمراجعاتنينتندو

مراجعة وتقييم : AI: THE SOMNIUM FILES – nirvanA Initiative

مقدمة ومعلومات عامة

الجزء الثاني من لعبة AI: THE SOMNIUM FILES والتي صدرت عام 2019، من اخراج “كوتارو” الذي قدم سلسلة “Zero escape”، في الحقيقة ان فكرة الحصول على جزء ثاني من اللعبة كانت مُستبعدة تمامًا، ليس بسبب فشل او سوء الجزء الأول، بل لانه قدم كل ما لديه وكنت راضيًا بما تم تقديمه على الرغم من بعض المشاكل التي وقع فيها، لذلك عندما تم الأعلان عن الجزء الثاني لأول مرة كنت مصدومًا وراودتني اسئلة كثيرة؛ ماذا بعد؟ ما الذي يمكن تقديمه بعد الجزء الأول؟ لذلك كنت متحمسًا لكن بحذر مع خفض توقعاتي، لكن ربما كنت مخطئًا تمامًا .

تاريخ الاصدار

2022/6/24

مدة اللعبة

40-35 ساعة

نوع اللعبة

رواية مرئية، الغاز

المطور

Spike Chunsoft

الاجهزة

Xbox, Playstation, Nintendo Switch, PC

جهاز المراجعة

PC

قضية اكثر تعقيدًا

في قضية اكثر غرابة من سابقتها.. تتولَّى “ميزوكي” التحقيق الى جانب الشخصية الجديدة “ريوكي” في قضية معقدة وبشعة لجثة تم العثور على نصفها الأيسر وسط احد الملاعب، ما يجعل من القضية غريبة هو عثورهم على نصفها الأيمن قبل 6 سنوات على الرغم انه النصف الأيسر في المستقبل يوضح انه الجثة متوفاة حديثًا.

كلاهما يافعان في منظمة ABIS وكلاهما يمتلكان مرافقًا بعين اصطناعية، وتعمد اللعبة على مسارين في طرحها لقصتها وكل مسار تدور احداثه في فترة زمنية مختلفة مابين الماضي والحاضر، مسار خاص لريوكي، ومسار خاص لميزوكي، يرتبط المساران معًا لخدمة غموض القصة وحبكتها .

القصة مشوقة وممتعة بمزيج رائع بين الكوميديا والجدية، الدراما والغموض، بجودة عالية في الكتابة والسرد القصصي مع حبكة اكثر ترابطًا واكثر تماسكًا مقارنةً في الجزء الأول، تضعك القصة في صلب الأحداث مباشرة وتخطف اهتمامك بكل سهولة بتسلسل وتقديم جذّاب للغموض والأحداث والقضية التي تدور حولها القصة .

اللعبة تقدم طاقم جديد من الشخصيات بالاضافة الى عودة الشخصيات السابقة لذلك من الضرورة جدًا انهاء الجزء الأول قبل الدخول على الثاني حتى ولو كانت القصة والقضية مختلفة، احببت الشخصيات الجديدة وارى انهم اكثر جاذبية وحيوية من الطاقم الماضي، كل شخصية لديها طابع مميز عن الأخرى وتشعر بأختلاف سماتها وتصرفاتها ولها روح واقعية بكتابة رائعة لشخصياتهم ومشاعرهم وعلاقاتهم تجعلك من السهل التعلق بهم، بالأخص “كوميجي” وعلاقته مع ابنه وما يحمله من عبء شديد في تمثيل دور الاب بمناقشة المشاكل التي قد تواجه الآباء مع ابنائهم، قد تراه شخصية مضحكة في البداية بشكله الغريب وبكونه مقدم برنامج كوميدي الا انه احد اكثر الشخصيات المؤثرة بالقصة، دائمًا ما يبدع “كوتارو” في كتابة الشخصيات وعلاقاتهم العاطفية بأسلوب درامي متقن، وبعض الشخصيات برزت بشكل اكبر مثل ميزوكي التي اصبحت من شخصياتي المفضلة على الرغم اني لم اكن من محبين الشخصية سابقًا، حتى علاقتها مع “آيبا” كانت لطيفة ورائعة .

الشخصية البطولية الجديدة “ريوكي” يمتلك مقومات عالية ليصبح احد افضل الشخصيات باللعبة، طريقة تقديمه مع تقديم مشاكله النفسية ومشاعره حول القضية مع بناء الغموض من حوله كان رائعًا، لكن اللعبة بدأت بتجاهله حتى اصبح ظهوره معدومًا تقريبًا على الرغم من بدايته الممتازة، والطريقة التي تم فيها التعامل معه في النهاية كانت سيئة ولم يأخذ دورًا كافيًا، حتى علاقته مع ذكاءه الاصطناعي “تاما” تدريجيًا شعرت انها نسخة تقليدية ضعيفة من علاقة “داتي” مع مرافقته السابقة “آيبا”.

وكعادة اعمال “كوتارو”، دائمًا يتطرَّق لمواضيع علمية ومعتقدات من مختلف الثقافات والعلوم والأديان بمختلف زمانها مع لمسته الخاصة لدعم حبكة القصة ومضمونها وجعلها اكثر متعة وتشويق، توسَّعت “nirvanA” بشكل اكبر في المواضيع التي يتم مناقشتها والتي اضافت عمقًا اكبر لحبكة القصة وقدمت معها افكار بتطبيق مُثير للغاية لصنع مفاجئات غريبة وجنونية احيانًا ضمن نطاق التجربة، صنع المفاجئات قد لا يكون جديدًا على “كوتارو” فـ لطالما كانت رائعة ومحبوكة وغير متوقعة، لكن الشيء الذي جعل من تجربة “nirvanA” فريدة من بين اعماله السابقة هي الطريقة التي تم فيها التعامل مع تلك الافكار وتقديمها في القصة والتي لا يمكنني وصفها الا بكلمتين فقط “عبقرية” و “مبتكرة”! انها لتجربة مجنونة فعلاً .

لكن على قدر ما احببت تلك الأفكار والمفاجئات.. على قدر ما اشعر بالأستياء منها، فـ هي مليئة بالملاحظات وبعض الأمور المحبطة التي لا يسعني التفصيل فيها تجنبًا للحرق، نعم احببت القصة وتجربتي معها.. احببت جنون افكارها وطريقة طرحها وتطبيقها واستمتعت بها كثيرًا، فـ هي تجعلني ارغب في اعادة اللعبة اكثر من مرة لأكتشاف التفاصيل التي لم ادركها سابقًا وتوضّح جودة الكتابة وبراعة سردها، لكن من جهة اخرى؛ وعندما يتعلَّق الأمر في النهاية ومفاجئاتها والتجربة ككُل.. اشعر بالعديد من المشاعر المُختلطة تجاهها والتي لا اعلم كيف اقوم بوصفها بشكل دقيق، لكنها بالتأكيد ليست النهاية التي كنت ارغب في رؤيتها ولا افضّلها حتى على الرغم اني اراها مبتكرة، النهاية بمفاجئاتها تذكرني كثيرًا في نهاية DRV3، ليس بتشابه احداثهما، بل بلمسة الجنون التي بأمكانها ترك اثر قوي على اللاعب، وربما تثير جدلاً واسعًا بين اللاعبين في اختلاف الآراء حولها .

! تحذير !

لن اتحدث بأي شي قد يفسد عليك التجربة، لكن الكلام الأحمر في الأسفل قد يفضّل البعض عدم معرفته لذلك يمكنك تجاهله ان اردت

لن افصّل كثيرًا لكن لا شك ان “كوتارو” عمل جاهدًا في جعل كل القطع تتحد معًا لتنفيذ افكاره واقدّر تمامًا ماعمله فـ هي بالفعل فكرة عبقرية ومبتكرة كما وصفتها سابقًا ولها جوانبها المميزة كما لديها عيوبها، لكنها لا تضيف شيء يُذكر لجوهر القصة وحبكتها وليست متربطة تمامًا مع احداثها وشخصياتها وهذا ما يجعلها محبطة بالنسبة لي، على عكس نهاية DRV3 الجنونية فـ هي مرتبطة مع القصة بشكل مباشر، وبناء الغموض طوال اللعبة يمنحك كميّة هائلة من التساؤلات؛ كيف سيكشف “كوتارو” الستار؟ وماهو السر وراء مايحدث؟ الاثارة تزداد شيئًا فشيئًا حتى تظن انك مقبل على حبكة مذهلة واجابات مثيرة، وفي النهاية يتضّح انها لم تكن الا خدعة.. بناء اللعبة للغموض مقارنةً في طريقة كشف الستار محبطة للغاية ولم تكن مرضية، تشعر وكأن “كوتارو” كان كسولاً حتى على الرغم انه عمل جاهدًا واعتمد بشكل كامل على ارباك وخداع اللاعب بدلاً من عمل حبكة منطقية لما يحدث، خاصة انه لم يجعل تلك الخدع والمفاجئات ضمن نطاق القصة وحبكتها وجعلها وكأنها منفصلة، لا مانع لدي من خداع اللاعب ان كانت تلك الخدع ضمن نطاق القصة فـ لطالما خُدعنا من كاتب اومينيكو “ريوكوشي” لكنه لم يجعل تلك الخدع منفصلة عن القصة وكان يتلاعب ببراعة بعقلية الكاتب، وهذا ما تفتقر اليه “nirvanA”، فـ هي ركزت بشكل كامل على “التجربة” اكثر من “القصة” والتي تدريجيًا بدأت بفقدان بريقها عندما كُشف الستار .

تفرّع المسارات

من اكثر الاشياء التي تميّز اعمال “كوتارو” هي تفرّع المسارات والنهايات المتعددة التي تلعب دورًا رئيسيًا في طرح القصة والتقدم ويجعلها تبتعد عن الجانب الخطي، لكن “nirvanA” اصبحت اكثر خطية مع محدودية واضحة في المسارات مقارنةً في الجزء الماضي لخدمة توجه القصة وافكارها وجعلها منظمة ومتوازنة في توزيع لحظات التحقيق او الحوارات او لعب الأحلام بوتيرة ثابتة، كذلك المسارات وطريقة اتخاذها اصبحت اكثر منطقية وواقعية، فـ مثلاً في السابق تشعر ان وصولك لبعض المسارات امر عشوائي وليس مبني على فعل معيّن مرتبط مع احداث المسار، لكن الأمر مختلف في “nirvanA” واصبحت منطقية الى حد ما .

لكن اللعبة بذلك فقدت عامل رئيسي من عوامل زيادة التشويق والاثارة، فـ النهايات المتعددة في الجزء الماضي لعبت دورًا كبيرًا في زيادة التشويق وتترك للاعب بحرًا من التساؤلات وهذا ما افتقدته كثيرًا في “nirvanA”، فـ بالاضافة الى قلة نهاياتها، النهايات الموجودة لا تضيف الا القليل ولن تشعر بوزن اثرها على زيادة غموض القصة كـ نهايات الجزء الماضي .

تطور ملحوظ

كانت اكبر مخاوفي عندما تم الاعلان عن الجزء الثاني لأول مرة هو اسلوب اللعب، فـ الجزء الماضي على روعة افكاره في اسلوب اللعب الا انه يخذلها التطبيق بسبب العشوائية واعتماد التقدم فيها بشكل كبير على الحظ والأختيار، لكن يبدو انه المطورين قد تعلموا من اخطائهم الماضية واستمعوا الى انتقادات اللاعبين، فـ اسلوب اللعب في الأحلام شهد قفزة قوية تمثلَّت اولاً في اصلاح المشاكل السابقة والتخلص من العشوائية بتحسين وصقل لعناصر واساسيات الألغاز مع المحافظة على الجانب الفكاهي، اصبح التقدم في الأحلام وحل الألغاز يتطلَّب بعض التفكير وبعيدًا تمامًا عن عشوائية الأختيار “ولو كان التفكير بسيطًا غالبًا”، واكثر ما يميز الأحلام هي افكارها، افكار الأحلام ممتعة ومتنوعة بشكل كبير بالغازها وطريقة التقدم فيها وكل حلم عبارة عن فكرة مختلفة كليًا عن الآخر وتم تطبيقهم بشكل متقن، احد الأحلام على هيئة مسابقة، والآخر عبارة عن طبخ، وآخر تبادل ادوار، تنوع مذهل ورائع للغاية جعلني متلهّف لتجربة كل حلم، حتى ان احد الأحلام ذكرني بشكل كبير في الغاز 999 .

ولمن لا يعرف ماهي الاحلام؛ الأحلام هي جوهر اللعبة واساس اسلوب اللعب واكثر ما يميز اللعبة، تمتلك الشخصيات البطولية “كل من ميزوكي وريوكي” القدرة على الدخول والأبحار في عقول الآخرين واحلامهم التي تتشكّل حسب افكارهم للحصول على الحقيقة التي ربما يحاولون جاهدًا لاخفائها، داخل تلك الأحلام ستحل بعض الألغاز وتتفاعل مع ماحولك لتبحث عن ادلة و اجابات للوصول الى الحقيقة المخفية لأستمرار التحقيق، لازال اسلوب اللعب يسير على خطى الجزء الماضي لكن مع تنوع وتقديم افضل لأفكارها التي تم تطبيقها على اكمل وجه واكثر اتقانًا لفكرة اللعبة الرئيسية من الجزء الأول .

كذلك تم اضافة ميكانيكيات لعب جديدة ساهمت في اضافة عمق لجانب التحقيق وتنويع رائع لأسلوب اللعب والتي هي بدورها تحتوي على الغاز ايضًا، مثل تحليل مسرح الجريمة لأكتشاف ماحدث فيها والذي يذكرني كثيرًا في نهاية كل محاكمة في لعبة “Danganronpa”.

التصوير & الأصوات

رسومات اللعبة واشكال الشخصيات جميلة وتلائم اللعبة لكن لازالت ميزانية اللعبة ضعيفة وتؤثر على جودتها، ويتضّح اكثر في تصميم بعض الأماكن البسيط للغاية بتفاصيلها الباهتة، او في المشاهد السينمائية QTE التي لازالت اللعبة تحاول جاهدًا في صنعها لخدمة الأكشن لكنها تفشل بسبب قلة امكانيات اللعبة وتخرج بمستوى ضعيف ومشاهد سخيفة ومملة. البوم اللعبة الموسيقي مذهل ومتميز ومتنوع بشكل كبير، خاصة موسيقى الأحلام التي تعطي كل حلم جوه الخاص، وبعض من الألحان الماضية تعود مجددًا .

السلبيات :

  • بعض الملاحظات المحبطة على القصة وحبكتها .
  • محدودية المسارات وضعف تأثير نهايات اللعبة مقارنةً في الجزء الأول .
  • ميزانية اللعبة الضعيفة
القصة - 8
اسلوب اللعب - 9
التصوير - 8
الاصوات - 9

8.5

لعبة طموحة تُدرك ماكان يميزها في الجزء الأول وتبني عليه بإضافة المزيد من الأفكار المذهلة والمتنوعة مع الإتقان في تطبيقها لصنع تجربة جنونية ومبتكرة، لاشك انها تفوَّقت على الجزء الأول بجميع النواحي ونجحت في صقل جوانب اللعبة وتقديمها بشكل افضل من السابق مع اصلاح مشاكلها السابقة كالعشوائية في الأحلام، يعيبها بعض الملاحظات والميزانية الضعيفة التي اثرت على جودة اللعبة.

تقييم المستخدمون: لم يتم التصويت بعد !

Reyo

محرر ومراجع في فريق الهب، مهتم بمجال الألعاب ومعرفه اخر اخبارها وتستهويني جميع الألعاب لا يهم ماهو تصنيفها الأهم ان تقدم لي "المتعه"، محب لسلسلة ياكوزا
زر الذهاب إلى الأعلى