إكس بوكسالحاسب الشخصيبلايستيشنمراجعات

مراجعة وتقييم : Dead Island 2

مقدمة ومعلومات عامة

مرَّت Dead Island 2  في تخبّطات ومشاكل لا تعد ولا تحصى في عملية التطوير، أدَّى ذلك الى تأجيلها سنوات طويلة مع تغيير العاملين عليها عدّة مرات بشكل يُثير القلق، حيث بدأت عملية التطويرعند أستوديو Yager Development في 2014، وخلال عام واحد فقط أعلنت Deep Silver عن فسخ عقدها مع أستوديو Yager Development لعدم توافق رؤيتهم، وتم تسليمها الى أستوديو آخر وهو Sumo Digital، ومجددًا وبعد سنوات طويلة من الغياب.. تم سحب عملية التطوير من Sumo Digital في عام 2019 وانتقلت عملية التطوير الى أستوديو Dambuster ثم أختفت تمامًا. والآن وبعد ما يقارب عقدًا كاملاً، خرجت Dead Island 2 من جحيم التطوير وعادت للحياة مجددًا، ولكن ياترى.. بعد رحلة التطوير الكارثية والسنوات الطويلة من الغياب والضياع و التأجيلات المتكررة، وبعد إنتقال عملية تطويرها الى عدّة مطورين في فترة قصيرة، هل يمكن فعلاً أن تحقق Dead Island 2 النجاح؟ وهل كانت بحجم انتظارها؟ تصدر اللعبة في تاريخ 21 أبريل. 

تاريخ الاصدار

2023/4/21

مدة اللعبة

20-15 ساعة

نوع اللعبة

اكشن، مغامرات، منظور الشخص الأول

المطور

Dambuster ونشر Deep Silver

الاجهزة

PS5, PS4, XboxONE, XboxSeries, PC

جهاز المراجعة

PS5

أحداث بلا معنى

تقع أحداث القصة  في مدينة لوس أنجلوس التي تشهد عملية إخلاء للمواطنين بعد تفشي الوباء واجتياحها من قبل الزومبي، وتبدأ الأحداث مُباشرة في محاولة ابطالنا الستة الهروب من المدينة على متن طائرة للنجاة بحياتهم، عند صعودهم في الطائرة كان أحد الركّاب مصابًا بالعدوى، ولم يدركوا ذلك إلا بعد إقلاع الطائرة.. وبدأت تعم الفوضى في الطائرة حتى بدأت في السقوط، والناجي الوحيد من حطام الطائرة ستكون الشخصية التي ستقوم باختيارها من الشخصيات الستة التي تبدأ عندها شق طريقها في العالم للنجاة. 

بداية اعتيادية لقصة مكررة بلا هوية، هي أحد قصص الزومبي التي تشعر بأنك سبق لك رؤيتها عشرات المرات.. كل شيء يبدو مألوفًا للغاية!  بل ربما Dead Island 2 تزداد سوءًا في تقديمها. الشخصيات ضعيفة وتقليدية وتواجدهم مجرّد زيادة عدد بدون اي إهتمام ودور ملموس في القصة، والشخصيات تزداد سوءًا بحوارات ركيكة ومُبتذلة مع محاولات ساذجة لإضافة طابع فكاهي، مع سيناريوهات القصة الرخيصة والمكررة في معظم قصص الزومبي التجارية، أضف إلى ذلك أن القصة ككُل تبدو ناقصة وشحيحة في تقديم التفاصيل، وساعاتها الأخيرة تشعرك بأن الفصل الأخير من القصة مفقود وكما وأن القلم قد جفَّ قبل الإنتهاء من كتابتها وأُغلقت الصفحة قبل إكمالها، وقرر الكتّاب تقديمها كما هي،  وسرعان ما تنتهي القصة بشكل مفاجئ حين تبدأ في تقديم التفاصيل.

ماذا تريد القصة تحديدًا؟ لماذا انا هنا؟ ما هو الهدف من كل هذه الأحداث؟ اسئلة ظلت تراودني بشكل متكرر خلال اللعبة.. معظم ساعات القصة ضاعت على أحداث بلا معنى ولحظات تمطيط وحشو لإطالة عمر اللعبة فقط دون تقديم قيمة حقيقية ومعنى للقصة، نعم أنا اتفهّم تمامًا أن لعبة مثل Dead Island 2 لا تركز على الجانب القصصي، لكن كان من الممكن إستغلال تلك الساعات الضائعة في بناء فكرة القصة والشخصيات بشكل أفضل للحصول على نتيجة مُرضية ومقبولة على الأقل بدلاً من أحداث مملة بلا معنى حتى لا تؤثر على التجربة ككُل، فالقصة هي المحرّك الذي يعطي اللاعب قيمة ومعنى لما يفعله في أسلوب اللعب حتى ولو كانت مجرّد قصة بسيطة.

متعة متواضعة

اللعبة أكشن RPG من منظور الشخص الأول وتركز على المواجهات اليدوية والدموية وربما من النظرة الأولى قد يبدو مشابه بشكل كبير لأسلوب Dying Light 2 من ناحية المواجهات اليدوية.. نعم هو كذلك، ولكن أقل مستوى ويبدو كما وأنه مجرّد نسخة ضعيفة وقديمة بغلاف حديث حتى على الرغم انه ممتع قليلاً، ما جعل من نظام قتال Dying Light 2 مميّزًا هي التركيبة الفريدة لنظام القتال بجانب أسلوب الباركور الذي ساعد في خلق توليفة أكشن مميّزة، لكن في Dead Island 2؟  لا شيء مميّز إطلاقًا، لم أرى محاولات تُذكر لتقديم تجربة مميّزة ومُختلفة عن مثيلاتها ولا تُقدم اي إضافات ملحوظة لدفع تصنيفها الى الأمام بشكل مُغاير،  بل مجرّد خطوة للخلف مع إعادة تغليف ميكانيكيات وأفكار سبق لنا رؤيتها بشكل مُتكرر في هذا النوع من الألعاب وتقديمها مجددًا بمستوى متدنِّي.

ولكن هل هذا يعني أنه خالي من الإيجابيات؟ بالطبع لا، لعل أكثر ما أعجبني هي الترسانة الرائعة والمتنوعة في الأسلحة، يمكنك إستعمال السكاكين والسيوف والرماح وقبضات اليد والمطارق والأسلحة النارية وغيره الكثير، مع إمكانية تطويرها وتخصيصها بإضافة أدوات وعناصر تجعلها أكثر كفاءة، والتنوع في الزومبي والإختلاف في طرق مواجهتهم وهزيمتهم جيّد جدًا ويشجع على التنويع وتجربة أسلحة وعناصر جديدة في كل مرة وفقًا للموقف، فـ بعض الزومبي محصنين تجاه بعض العناصر ونوع معيّن من الأسلحة، من الرائع أيضًا أن اللعبة تتيح لك إستخدام طرق مُختلفة لهزيمة الزومبي من خلال إستغلال البيئة من حولك، مثلاً إستدراج الزومبي الى أرضية مبللة لصعقهم بسلاح مزوَّد بعنصر الكهرباء وغيره من العناصر مثل الأحماض والنار التي يمكنك أستغلالها بشكل أكبر بحسب البيئة من حولك، ولكن مجددًا.. لا شيء يبدو مميّز، حتى مع تلك الإيجابيات وجدت نفسي مُتشبعًا بسهولة.

الشخصيات

وكما تحدثت في القصة سابقًا؛ بداية اللعبة سيكون عليك الاختيار بين 6 شخصيات مُختلفة، كل شخصية لها نقاط قوتها وضعفها وتتميّز بأسلوب لعب مُختلف في تركيزها على سمات معيّنة دون غيرها مع إكتساب بعض القدرات، تجربتي كانت مع شخصية “Amy” التي تتميّز بالرشاقة والمرونة لكن يقابلها ضرر ضعيف، قد تبدو بالفعل أكثر رشاقة من غيرها، ولكن عند تجربتي للشخصيات الأخرى وجدت أن الفارق بين رشاقتها مقارنةٌ ببعض الشخصيات بسيط وليست مميّزة بالضرورة، وهذي هي المشكلة الأكبر في الشخصيات.. الفكرة من الشخصيات هي الإحساس بأسلوب لعب مُختلف مع كل شخصية وهي بالفعل فكرة رائعة، ولكن الفوارق بين الشخصيات بسيطة غالبًا وليست ملحوظة إلا نادرًا في بعض القدرات المُكتسبة، ومعظم الشخصيات لن تشعر بتأثيرها على أسلوب اللعب والمواجهات ولن تشعر باختلافها عن غيرها بإستثناء شخصيتين أو ثلاث كحد أقصى وهو ما وجدته مُحبطًا وأشبه بالفرصة الضائعة.

نظام البطاقات

أسلوب المهارات في اللعبة قد يبدو مألوفًا للاعبين الذي سبق لهم تجربة Back 4 Blood، حيث يعتمد بشكل أساسي على البطاقات مع إمكانية تخصيصها وتجهيزها في قائمة الـ  “Skill Deck”، كل بطاقة تمنحك قدرات مُختلفة وتعزز من إمكانياتك على حسب نوع البطاقة وقدرتها واللعبة تقدم عددًا جيدًا من البطاقات والتي تم تقسيمها الى 4 فئات : القدرات، الناجي، القاتل، نومين، كل فئة تركز على جانب معيّن في القتال كما هو واضح من اسمائها. 

نظام البطاقات جيّد عمومًا ويتسّم بالبساطة مقارنةٌ في شجرة المهارات التي نراها دائمًا، وقد يكون أكثر ما يتميّز به هي الخيارات الواسعة في تشكيلة البطاقات التي تمنح اللاعب إمكانية بناء أسلوبه الخاص في المواجهات وفقًا لما يراه مناسبًا وكما يحب أن يلعب، لكن لا أستطيع القول أن اللعبة نجحت تمامًا في ذلك، حيث أن القدرات التي لها تأثير فعلي على تغيير أسلوب اللعب معدودة، ومعظم البطاقات تأثيرها بسيط ولم أشعر فعلاً أن طريقتي في اللعب قد تغيرت عند تبديلها بأخرى، ربما كان بحاجة الى عمق وتنوع أكبر في التخصيص وتشكيلة البطاقات الموجودة.

دائرة مفرغة من التكرار

وهنا نأتي للجانب الأضعف في أسلوب اللعب.. وهي المهمات، وتيرة المهمات بدائية جدًا وتعاني من التكرار بسبب شح أفكارها ورتابة تصميمها، المهمات عبارة عن؛ اذهب وابحث عن الشخص الفلاني.. أذهب وأحضر الشيء الفلاني.. اذهب وتحدث مع الشخص الفلاني.. وخلال المهمات تصادفك أفكار تتكرر كثيرًا وأبطأت من رتم اللعبة بطريقة مملة وتفتقر الى الإبداعية والتنويع، استطيع تلخيص أفكار المهمات في كلمتين؛ “أبواب مغلقة”، ولا أعلم أن كانت كلمة “أفكار” صائبة.. حيث أنها ليست إلا فكرة واحدة تتبع نفس الأسلوب وهو البحث إما عن رمز الدخول، او بطاقة، او مفتاح، او قاطع كهربائي لفتح باب مُغلق والتقدم، والبحث دائمًا يسير على نفس النهج حيث تقوم اللعبة بتوجيهك الى مكان محدد “صغير غالبًا” للبحث فقط، هل كان يعتقد الأستوديو إن إختلاف أداة فتح الباب عبارة عن تنويع؟ سترى نفسك تفعل الشيء نفسه وتصادف أبواب مُغلقة مرارًا وتكرارًا بجانب قتال الزومبي لمدة ربما تصل الى 20 ساعة.. مما جعلها تجربة مليئة بلحظات الملل والتكرار، في بعض الأحيان تحاول اللعبة إضافة الغاز للحصول على القاطع الكهربائي لكنها الغاز سطحية وليست ممتعة أبدًا.

عالم جميل ولكن..

على الرغم أن اللعبة خطية وليست عالم مفتوح، إلا أنها تقدم عالم واسع مقسّم إلى عدّة مناطق من لوس انجلوس وكل منطقة تأتي بحجم مُختلف وتحتوي على مهماتها الخاصة سواءً جانبية او رئيسية مع إمكانية الإستكشاف والتجول في أرجائها بحرية، أحد أكثر الأشياء الرائعة في اللعبة هو تنوع البيئات والمناطق، تارة ستجد نفسك تتجول في أحياء سكنية لمنطقة أغنياء، وتارة أخرى في أستوديو تصوير أفلام، وتارة في محطة قطار مهجورة ومُرعبة، والخ.. كل منطقة لها ثيم مُختلف عن الأخرى بشكل جميل ومُنعش وأعطى هوية لعالم اللعبة، ولكن من المؤسف أن التنوع في البيئات يقابلها محتوى جانبي ضعيف وفقير خاصة عند النظر إلى سعر اللعبة “70$” وعند إنهاء المحتوى الرئيسي “والذي هو قصير بالمناسبة” لن تجد ما تفعله في عالمها.

المحتوى الجانبي وجانب الإستكشاف ضعيف للغاية والمكافآت لا تشجع على الإستكشاف ابدًا، معظم المساحات في المناطق عبارة عن أماكن فارغة مع عدد بسيط جدًا من العلامات في الخريطة للحصول على موارد وأدوات أو أسلحة تصبح متكررة عندما تتقدم في اللعبة، والمهمات الجانبية والتي يبلغ عددها 33 مهمة معظمها مهمات سخيفة وتسليك وإعادة تكرار لما فعلته في المهمات الرئيسية بطريقة أسوأ، يوجد نوع آخر من المهمات بأسم “Lost  and Found” وهي عبارة عن مهمات تبحث فيها عن أشخاص مفقودين، على الرغم أنها مملة إلا أنها أفضل من غيرها ومكافأتها جيّدة.

الجانب المُشرق

على صعيد الرسومات، فـ اللعبة رائعة بصريًا مع القليل من الملاحظات خاصة على حركة الوجوه، وقد يكون أكثر ما يستحق الإشادة هو الإبداع في تصميم المنازل والمحلات التجارية من الداخل بتفاصيل مبهرة وجميلة جدًا وقريبة من الواقع والذي جعلني أحب استكشافها والتجول فيها حتى مع سوء المكافآت. أحببت أيضًا توجه اللعبة والجانب المُشرق الذي يُضفي طابعًا مرحًا سواءً في تصميم بعض البيئات، أو في تصميم الخريطة المُنعش بألوانها، أو حتى في أشياء بسيطة مثل ظهور أسم المنطقة بخط كبير على الشاشة عند دخولك لأول مرة، جوانب بسيطة اجتمعت لأعطاء جمالية وهوية فريدة للعبة وربما هو الجانب الوحيد الذي تميّزت به رغم تقصيرها قليلاً.

الموسيقى عادية لكن اللعبة تُحسن توظيفها في بعض المرات، في بعض الأحيان الموسيقى التي يتم تشغيلها في الخلفية هادئة او حماسية ولا تعبّر عن خطورة ورعب الموقف، قد يبدو شيئًا غريبًا بعض الشيء ولكن صدقني الأمر أروع من ما تتصور ويضيف طابع مميّز في بعض المواجهات، مثلاً تقاتل في صالة ألعاب مع أغنية هادئة، أو يتم مطاردتك من قبل أسراب من الزومبي مع موسيقى حماسية ترفع وتيرة الأكشن بشكل رائع.، من المؤسف أنها لحظات قليلة جدًا ولم يتم استغلالها على الرغم من روعتها. 

القصة - 3
اسلوب اللعب - 6
التصوير - 8
الاصوات - 7

6

تحرَّرت من جحيم التطوير بأعجوبة.. لكنها مازالت حبيسة الماضي في تركيبة أفكارها وميكانيكياتها ولن يستغرق الأمر طويلاً حتى يبدأ الشعور بالتكرار خاصة في مهماتها، نعم اللعبة ممتعة قليلاً لكنها متواضعة للغاية ولا يوجد ما يميّزها عن غيرها، ويسهل التشبّع منها بسبب إخفاقها في تقديم تجربة مُختلفة عن المُعتاد، مع عيوب يسهل ملاحظتها مثل ضعف الجانب القصصي وقلّة محتواها مقابل سعرها وبعض الملاحظات الأخرى على الشخصيات ونظام المهارات، اللعبة تبدو مُتأخرة جدًا ومُحبطة ولا ترتقي الى حجم انتظارها.

تقييم المستخدمون: لم يتم التصويت بعد !

Reyo

محرر ومراجع في فريق الهب، مهتم بمجال الألعاب ومعرفه اخر اخبارها وتستهويني جميع الألعاب لا يهم ماهو تصنيفها الأهم ان تقدم لي "المتعه"، محب لسلسلة ياكوزا
زر الذهاب إلى الأعلى