إكس بوكسالحاسب الشخصيبلايستيشنمراجعاتنينتندو

مراجعة وتقييم : The Forgotten city

مقدمة ومعلومات عامة

لأكون صريحًا.. على الرغم من الآراء الإيجابية الكثيرة حول تجربة The Forgotten city، الا اني لم أتشجع لتجربتها أبدًا، شعرت أنها ليست لي ولا تناسبني، لكن التجربة خير برهان.. فـ بعد إنتهائي منها، سئلت نفسي كيف لتجربة مثل The Forgotten city مرّت مرور الكرام طوال تلك المدة؟ولمن لا يعلم؛ لعبة “The Forgotten city” في الأصل كانت مود من لعبة “Skyrim”، أعيد تصميمها وبنائها مجددًا على محرك Unreal engine 4 مع الكثير من التغييرات لصقل التجربة وإصدارها كـ لعبة مستقلة، وخير ما فعلوا!

تاريخ الاصدار

2021/7/28

مدة اللعبة

8-7 ساعات

نوع اللعبة

الغاز، تحقيق، غموض

المطور

Modern Storyteller

الاجهزة

PS5, PS4, XboxONE, XboxSeries, Nintendo Switch, PC

جهاز المراجعة

Xbox Series S

بداية مشوقة

يستيقظ بطلنا بالقرب من ضفة احد الانهار بعد ما تم إنقاذه من قبل إمرأة غامضة، ذاكرته مشوَّشة ولا يعلم ماذا حدث له وكيف وصل الى هنا، تطلب منه تلك الإمرأة ان يتوجه الى آثار رومانية قديمة للبحث عن رجل يُدعى “Al” الذي ذهب منذ ساعات طويلة ولم يعد حتى الآن لسبب مجهول وبدأت تشعر بالقلق، وخلال التجول والبحث.. يعثر على مدينة رومانية منسية منذ آلاف السنين تحت الأرض، مدينة مُدمرة تحتوي على عشرات من التماثيل الذهبية بمختلف اشكالها والتي تعبّر عن مشاعر بشرية كالذعر واليأس، ليجد نفسه قد عاد بما يقارب 2000 عام في الماضي وسط نفس تلك المدينة الرومانية على هيئتها الماضية وقبل دمارها، مدينة بلا مخرج، سكانها أشبه بالسجناء، يحكمهم قانون غريب ومُثير.

حياة مثالية؟

سكان المدينة او الشحصيات مقدمة بشكل جذاب ورائع، كل شخصية من الشخصيات لها طباعها واهدافها وخلفية ورائها، واسرار مُثيرة وقصص شيقة لترويها عن حياتها السابقة وكيف انتهى بها المطاف في هذه المدينة مع اختلاف نظرتها عن الحياة بداخلها يدفعك لإكتشاف كل شخصية، وربما نظرتك الأولى تخبرك بأن حياتهم مثالية وهادئة وتنعم بالسلام او في وصف دقيق “utopia”، نعم هي أقرب الى ذلك.. ربما في ظاهرها.. لكن لماذا؟ وكيف ذلك؟ وهل يمكن للبشرية حقًا ان تحظى في حياةٌ خالية من الزلَّات والخطايا؟ هل يمكن للنفس البشرية ان تكبح جماحها في أرتكاب الجرائم لمصالحها الشخصية؟ المثالية الناتجة عن الطغيان والأستبداد ليست الا مثالية مزيَّفة، وسترمي بسكانها في الهاوية يومًا ما، فـ بمجرّد وصولك الى المدينة وحديثك مع سكانها.. شعورك يخبرك بأن شيئًا ما غريبًا حول ذلك السلام وأمور غامضة وخيوط معقدة تدور حول تلك المدينة، بالأخص عندما تسمع السكان يتحدثون عن “The Golden Rule”، ذلك القانون الاستبدادي الذي يحكم المدينة ويبث الذعر في قلوب البعض ويسلب منهم الحق في عيش حياة طبيعية حتى رغم السلام، في محاولة للخروج من تلك المدينة التي ليس بها مخرج للعودة الى فترتك الزمنية.. وفي محاولة لاكتشاف اسرار تلك المدينة وسكانها.. تبدأ رحلة مٌثيرة ومليئة بالغموض.

جرعة فضول

“ولكن لماذا؟” ذلك السؤال ظلَّ يدور في رأسي منذ الدقائق الأولى وافتتاحيتها التي تجذب إهتمام اللاعب بكل سهولة.. وحتى نهايتها، القصة تأخذ قصص الخرافات واساطير الحضارات القديمة ركيزة اساسية في بناء هيكل القصة وحبكتها، نعم هناك العديد من القصص في مختلف مجالات الفن تتحدث عن الخرافات والأساطير في قصتها سواءً بشكل رئيسي ومُباشر ومع احداث القصة او بشكل بسيط، ولكن احقاقًا للحق؛ الطريقة التي تم فيها تقديم تلك الأساطير واستعراضها في حبكة “The Forgotten city” بها نوع من التميّز، تم سردها بشكل رائع ومشوّق للغاية مع لمسة ربما سوداوية وفلسفية في بعض الأحيان بمستوى عالي في الكتابة والحوارات، تمحورت حول موضوعات أخلاقية عن كيفية تحديد الصواب والخطأ والخط الفاصل بينهما ونظرة العامة تجاهها بأسلوب متوافق مع حبكة القصة ويزيدها تشويقًا، تلك الافكار بجانب قصص الاساطير والحضارات القديمة تبني حبكة القصة بإتقان مكونةٌ تساؤلات مُثيرة ورغبة قوية في إكتشاف اسرار القصة لإشفاء غليلك وإشباغ فضولك الذي يكاد لا يهدأ، قصة “The Forgotten city” فاتنة بأسرارها، تُثير الفضول حتى على اصغر جوانبها بفضل روعة عامل التشويق والإثارة الذي جعلني متعطّش طوال ساعاتها لإكتشاف غموض القصة واسرارها وماتطرحه من تساؤلات لا تُحصى، حتى اصبحت لم اعد اشعر بالوقت لإنغماسي الشديد في عالمها، فـ كلما عثرت على إجابة لأحد تساؤلاتك.. تأتي عشرات من التساؤلات خلف تلك الإجابة، سأترك ما تبقَّى من القصة لإكتشافها بأنفسكم.

متعة الإستكشاف والتحقيق

يمكن القول أن أسلوب اللعب هو القصة والعكس صحيح ايضًا، فـ القصة تم تقديمها بشكل مُتناسق من خلال أسلوب اللعب وكلاهما مرتبطين إرتباط وثيق لجعل تجربة “The Forgotten city” تبدو وكأنها لعبة تحقيق بوليسية، حيث أن الهدف الرئيسي هو التحقيق في قضية معيّنة “لن اتحدث عنها تجنبًا للحرق” مرتبطة في هدف الخروج من المدينة والغموض الذي يحيط بها، وأسلوب اللعب قائم بشكل أساسي على الحوارات والتحقيق وجمع الأدلة الكافية لحل القضية من خلال التجول وأستكشاف المدينة من حولك والحديث مع الشخصيات والتفاوض معهم او مساعدتهم أن تطلب الأمر الى ذلك. فـ كل شخصية من الشخصيات لها مهمة جانبية خاصة والتي غالبًا ما تتعلق بمشاكل شخصية مرتبطة مع شخصيات أخرى، تلك المهمات أشبه بالألغاز الصغيرة وجزء من لغز المدينة الأكبر وأهدافك الرئيسية، الإستكشاف والتحقيق مع الشخصيات لحل الألغاز ممتع وإدماني بشكل لا يُوصف، والحوارات ممتعة ومشوقة، هناك القليل من لحظات القتال والمواجهات خلال الأستكشاف مع لمسة رعب خفيفة لكنها بدائية وبسيطة للغاية، لكن لا تقلق، فـ تواجدها كان لخدمة وتيرة القصة وحبكتها فقط ونجحت في ذلك، ولا تشكّل الا جزء بسيط من التجربة فـ اللعبة ركزت على صقل التجربة القصصية وعنصر الإستكشاف عوضًا عن التركيز على المواجهات.

التحقيق مع الشخصيات يتطلب التحدّث مع الشخصيات أكثر من مرة، واللعبة تعمل عمل جيد في الإشارة للحوارات التي سبق لك والتفاعل معها بلون خافت لتنبيهك أنه لا يوجد حاجة الى تكرارها مجددًا لخلوها من مسارات وإختيارات جديدة، لكن توجد بعض الحالات التي يتواجد فيها حوارات او مسارات جديدة بداخل حوارات قد تفاعلت معها بالفعل وأصبحت باللون الخافت.. نعم هي حالاتٍ نادرة لكنها اضاعت من وقتي الكثير قبل إكتشاف الأمر عن طريق الصدفة بعد البحث فترة طويلة، لا أعلم إن كانت هي مشكلة تقنية لكنها مُزعجة.

مصير المدينة بين يديك

قد يكون اكثر ما يستحق المديح والثناء هو تشعّب الحوارات مع الشخصيات وطريقة تصميم المهمات، الحوارات مع الشخصيات متشعبة ومتنوعة بمساراتها وإختياراتها، وإختياراتك وطريقة معاملتك مع كل شخصية يحدد موقفها تجاهك وربما يؤدي الى نهايات متعددة و نتائج مُختلفة في الأحداث وطريقة سيرها، وقد يفتح لك حوارات بمسارات جديدة ايضًا للمضي قدمًا في التحقيق، القصة لها 4 نهايات مُختلفة، وجديرًا بالذكر بأنك لست مقيّدا بترتيب معيَّن في المهمات، بل لك الحرية في تتبع اي مهمة بأي ترتيب وفي أي وقت، حرية رائعة وتنعكس بشكل إيجابي على طريقة التقدم في القصة بشكل ممتع، وبالطبع.. لك الحرية في مساعدة الشخصيات وإنهاء مهماتهم او تجاهلها، أو حتى تركها لوقت لاحق، ولكن كل قرار سيأتي بنتيجة سواءً إيجابية او سلبية وربما يحدد نهايتك.

أحببت كثيرًا كيف أن خياراتك وقراراتك وإنهائك لمهمة احد الشخصيات ومساعدتها قد يساعدك أيضًا على التقدم في مهمة لشخصية أخرى وذلك يعود لروعة تصميم المهمات بأسلوب يربط في ما بينها وتؤثر على بعضها البعض سواءً بشكل مُباشر او غير مُباشر، لذا تجاهلها لوقت آخر قد لا يكون قرارًا صائبًا.. فـ ربما تبحث فترة طويلة على حل لمهمة أحد الشخصيات، ولكن لاعب آخر يصل للحل بفترة وجيزة.. لماذا؟ لأنه أنهى مهمة لشخصية أخرى ساعدته على الوصول للحل بشكل مُختصر، ومن الرائع ايضًا رؤية روابط سكان المدينة تبدأ تنكشف شيئًا فشيئًأ، ف إنهاء بعض المهمات قد يكشف لك روابط معيّنة ومخفية لبعض الشخصيات الأخرى حتى ولو لم تتفاعل معهم بشكل شخصي، فـ على سبيل المثال؛ احد الشخصيات أخبرتني بأنها تعرف سرًا كبيرًا من شأنه أن يساعدني على الخروج من المدينة والإقتراب من حل القضية.. ولكن بمقابل مبلغًا رمزيًا، وعند مساعدتي لشخصية أخرى وإكمال مهمتها، أخبرتني أنها مُحتالة ومتواطئة مع شخصية أخرى وأن لا يجب علي الوثوق بها أبدًا، ترابط المهمات وتصميمها رائع للغاية.

الحلقة الزمنية

قد تتسائل.. ماذا لو فشلت في التفاوض مع أحد الشخصيات أو قراراتك أدت الى نتائج ليست مُرضية وتعيق تقدمك في التحقيق؟ هنا بأتي دور الجانب الأهم في تجربة “The Forgotten city”.. وهو نظام الـ “Time Loop” او الحلقة الزمنية، تتيح الحلقة الزمنية الإمكانية على العودة الى بداية اليوم وفي بداية وصولك الى المدينة تحديدًا لتدارك الأوضاع مجددًا بطريقة أفضل من السابق ولمنع بعض الأحداث التي حدثت في دورة زمنية سابقة من الحدوث كونك الآن قد شهدت حدوثها سابقًا وعلى علمٍ بها “الأمر يشبه Deathloop كثيرًا” وتتيح أيضًا الفرصة على تجربة خيارات جديدة للحصول على نتيجة أفضل وطُرق مختلفة في سير الأحداث لإكمال تحقيقك بشكل أفضل، كذلك المُقتنيات التي قد حصلت عليها في دورة زمنية معيّنة تبقى معك دائمًا ولا تخسرها عند الإنتقال الى دورة زمنية جديدة، فـ مثلاً عندما يرفض أحد ما تسليمك شيء انت بحاجة شديدة له، لا تقلق! يمكنك سرقته ثم العودة بالزمن لدورة زمنية جديدة، وكل شيء سيكون على ما يرام! الأمر ممتع بشكل غريب وجعلني أقوم بتجربة أفعال عديدة بدافع الفضول، ربما حتى جرائم.. اليوم له وقت محدد قبل الإنتهاء، وعند الإنتهاء أنت مُجبر على الذهاب الى دورة زمنية جديدة وإعادة اليوم مجددًا لسبب ما، توظيف الحلقة الزمنية في أغلب الأوقات يقتصر على مواقف بسيطة مثل السرقة او التراجع عن أفعال وخيارات وما الى ذلك، ولا تظهر قيمة الحلقة الزمنية الحقيقية الا في مرات شبه نادرة.. ولا أعلم إن كان السبب هو مدة اللعبة القصيرة التي لا تسمح لإضافة المزيد من المواقف لكني أحبطت قليلاً حتى وإن كانت تلك المواقف البسيطة ممُتعة للغاية، كنت أتمنى لو كان إستعمال الحلقة الزمنية يظهر بشكل اوسع واضخم من مجرّد أشياء بسيطة، بشكل عام توظيف الحلقة الزمنية جيد جدًا ويخدم التجربة بطريقة مُرضية وممتعة حتى وإن كانت لم تظهر بافضل صورة .

إذن ماذا عن المهمات التي أنجزتها بالفعل؟ هل أنت بحاجة لإعادتها مجددًا مع كل دورة زمنية جديدة لإكمال التحقيق؟ لحسن الحظ.. اللعبة تُدرك ذلك جيدًا وتحرص أن لا تجعل تجربتك مكررة، أنت تعلم جيدًا كيف تنهي المهمات المُنجزة سابقًا لذلك مع بداية دورة زمنية جديدة يمكنك تكليف أحد الشخصيات بالمهمات لإكمالها فورًا عوضًا عنك.

أجواء ساحرة

رسومات اللعبة متواضعة ولكن اللمسة الفنية في مظهر المدينة وتفاصيلها، مع الهندسة المعمارية الدقيقة في تصميم المباني الرومانية من حولك مُثيرة للإعجاب وتخدم تجربة الإستكشاف، الجانب الغير مقبول هو ملامح الشخصيات وتعابيرها والتي ظهرت بمظهر ضعيف وغير مقبول أبدًا.. في أغلب الأحيان تبدو مستفزة ومُضحكة وغريبة، ولا استطيع القول انها لم تؤثر على التجربة خاصة أن اللعبة تعتمد بشكل كبير على الحوارات والحديث مع الشخصيات، كذلك من الناحية التقنية؛ الإطارات ليست مُستقرة، وعند الدخول لبعض الأماكن تتوقف اللعبة لثواني للتحميل على الرغم من عدم وجود شاشة تحميل، وكأن هناك حاجز غير مرئي يفصل المنطقتين ببعضهما، مع العلم أن تجربتي كانت على منصة “Xbox Series S”، لذلك لا أعلم أن كانت تلك المشكلة موجودة على منصات أخرى.

اللعبة تقدم مقطوعات موسيقية رائعة وملائمة بشكل كبير لأجواء المدينة من حولك وما تفعله، هادئة ولكن مشوّقة في الوقت نفسه، على الرغم من إستماعك لها طوال الوقت.. إلا انك لن تشعر بتكرارها او بالملل من كثرة سماعها، فـ هي تستطيع ببراعة جعل اللاعب ينغمس في أجواء اللعبة والتحقيق بشكل أكبر، كذلك من ناحية الأداء الصوتي؛ أداء الممثلين ممتاز.

القصة - 9.5
اسلوب اللعب - 9.5
التصوير - 8
الاصوات - 9

9

مغامرة قصصية مُذهلة وفاتنة بأسرارها، تجذب الإنتباه من اللحظات الأولى بحبكتها المتميّزة ومواضيعها المشوّقة وإتقان سردها، تقوم "The Forgotten city" بعمل رائع في جعل اللاعب يشعر بالفعل أنها رحلته الخاصة بفضل تناسق القصة مع أسلوب اللعب، بالإضافة لتشعّب حواراتها والحرية الرائعة في الإستكشاف وإنهاء المهمات والتقدم بأسلوبك الخاص، وهذا ما يجعل منها تجربة فريدة.

تقييم المستخدمون: لم يتم التصويت بعد !

Reyo

محرر ومراجع في فريق الهب، مهتم بمجال الألعاب ومعرفه اخر اخبارها وتستهويني جميع الألعاب لا يهم ماهو تصنيفها الأهم ان تقدم لي "المتعه"، محب لسلسلة ياكوزا
زر الذهاب إلى الأعلى